@الخيال عبارة عن تصورات في النفس غير مبنية على حس واقعي اني ....اي ليس لها واقع .....وهي نوعان خيال ممكن وخيال غير ممكن فالخيال الممكن هو ما يتصور في الذهن ومن الممكن تحققه في الواقع مثل تخيل الامطار تهطل او كسوف الشمس او قدوم غائب او ربح مادي الى ما الى ذلك فهذا من الممكن تحققه في الواقع المعاش ..... اما الخيال الغير ممكن هو ما يتصور في الذهن وليس له واقع ولا يمكن ان يكون له واقع مثل تخيل ان ميتا قام من قبره او تخيل ان السمك يطير او ان الانسان يختفي او يظهر في مكانين في ان او ان الجمل يدخل من خرم الابرة فكل هذه الخيالات ليس لها واقع ولا يمكن وجودها في الواقع العملي ......وهذا النوع من الخيال يتغذى على الجهد العقلي دون أدنى فائدة بل يؤدي الى استنزاف طاقة العقل والروح في امور عبثية غير منطقية ومستحيلة وبالتالي خسران الطاقة الايجابية .
اما النوع الاول من الخيال وهو الخيال المنطقي او الممكن فهو ينقسم الى ثلاثة اقسام قسم يميل للخير و قسم لابقصد منه خير او شر وقسم خيال شرير .....
#الخيال الخير : مثل ان تتخيل انك تجاهد في سبيل الله او تتخيل انك في الجنة او تتخيل كيفية عمل جهاز ما مفيد او تخيل تصميم لنظام ما ...... الى ما الى ذلك وهذا الخيال جيد ويجذب طاقة ايجابية حيث انه ممكن وباتجاه الخير ويحفز الطاقة الايجابية ومن الممكن ان يتحول الى حقيقة
#الخيال الذي لا خير ولا شر فيه : اي لا يقصد منه الخير او الشر وهو خيال يكون العقل فيه بلا لجام فيتحرك ويسرح في اهواء النفس الانسانية ليشبع الرغبة الكامنة ولو بالخيال مثل تخيل الغنى او السلطان او الجاه او القوة او السيطرة وهو خيال يستنزف الطاقة الايجابية لان مراده أهواء النفس ويغذيها وبالتالي تعظيمها بدلا من تعظيم الخالق لذا فان الطاقة الايجابية تتقلص امام الاهواء الانسانية المادية
#الخيال الشرير : هو كل التصورات التي لو تحققت لكانت شرا او تؤدي الى شر او ظلم مثل تخيل القتل او الايذاء او السرقة او تخيل المرض للغير وهذا النوع هو ادنى انواع الخيال واسوئه لانه يتحرك من منطلق نفس امارة بالسوء وبقصد الشر وهذا النوع ان تمكن من العقل فانه يجذب الطاقة السلبية بقوة لتؤثر بالتالي سلبا على ذات الشخص وعلى ما توجه اليه خياله وان استمر في ذلك الخيال فانه يؤثر سلبا على ما يتصل به وما حوله
وللاسف فان خيال الناس باغلبه من النوع الثاني والثالث وهما يوصفان بالسلبية ولهما تأثير شديد على الروح والنفس وهذان النوعان يعدان من اخطر اسلحة الشيطان ضد الانسان
لذا يجب على العاقل الا يترك لخياله العنان بالتصورات الفارغة مثل فقاعات الصابون لا خير فيها بل وتؤدي مع الوقت والاستمرار الى تكوين شخصية هلامية مظلمة يملؤها الحسرة والالم وتبدأ ابواب الفكر الناجح والعمل المثمر بالانغلاق .وابواب الشرور بالانفتاح
@التفكير : وهو عملية عقلية توصل الى الحكم على الواقع من خلال الحواس وهو ما يسمى الادراك .....وهو عملية تقائية دائمة منذ بدء نعومة اظفار الانسان ولا ينفك عنه غالبا الى الممات فالتفكير مع الحياة مثل النفس ودقات القلب لا يتوقف ومن الصعوبة ايقافه وان توقف =وهذا نادرا وبالغ الصعوبة = فان التوقف عن التفكير لا يستغرق اكثر من بضع دقائق .
ومن التفكير معرفة الاشياء فتدركها مثل ان تقول هذه شجره او هذا قمر او الماء سائل او ان هذا ذهب وهذا نحاس او ان هذا جيد وهذا سيء او ان هذا فلان او هذا صديق وهذا عدو ومن التفكير معرفة خواص الاشياء مثل الاحراق للنار او الصلابة للحديد وايضا من التفكير ادراك الطريقة لحل مشكلة او الطريقة لعمل مشكلة او التخطيط بالخير او الشر ومن التفكير المقارنة بين الافكار اي الحكم على الافكار ومن ثم التمييز بينها واطلاق الحكم عليها بالصواب او الخطأ الخير او الشر ومن التفكير العمليات العقلية في العلوم والاختراعات والاكتشافات وهنا نرى ان التفكير يكون في بدايته بسيط ثم يصبح مركبا تراكميا اي الاعتماد على افكار سابقة والناء عليها والخروج بافكار جديدة يمكن البناء عليها ........وبغض النظر عن صحة الفكرة او عدمها فانها تبقى فكرة وناتجة عن تفكير ..
وكما الخيال فان التفكير ينقسم لاقسام فكر خير او صواب وفكر منه جانب صواب وجانب خطأ وفكر خطأ
وقاعدة التفريق هي : ان الفكر الصواب هو المطابق للواقع والحقيقة والفكر الخطأ هو المخالف للواقع والحقيقة وكلما اقترب الفكر للحقيقة كان اصوب
التفكير يتميز انه عملية تلقائية فالعقل اشبه بنظام الملفات بالكمبيوتر ولكن اشد تعقيدا بما لا يقارن ......ولكن وجه الشبه ان الملفات في الكمبيوتر تكون داخل مجلدات والمجلدات دخل مجلدات فعند فتح مجلد ترى داخله مجموعة من الملفات والمجلدات التي توصل الى اخرى وهكذا والملفات داخل كل مجلد تكون متشابهة لنفس الموضوع .....والعقل البشرى اخترع الحاسوب ليكون مشابها له فانت تفكر بامر ما تجد نفسك تفكر بامور متصلة بهذا الامر ثم تنتقل الى مجموعة من الواضيع المتصلة تلقائيا ....لذا فهي عملية تسلسلية تلقائية
وبالمثال يتضح المقال قد يرى انسان طاقية على شخص ما بسبيل الصفة فتذكره بدكتور درسه بالجامعة وذلك الدكتور كان ظالما وطرد طالبا غنيا لوالده مجموعة من الشركات ......ثم ينتقل بالتفكير بالغنى والحسرة على واقعه ...ويستمر التفكير .....
وهنا تكمن خطورة التفكير بانه غالبا تقائي لا يسيطر على الانسان ابتداءا فيكون الانسان مقودا لا قائدا ويضطر احيانا للتدخل لايقافه او تحويله وهذا امر عسير لان سبق القيادة للتفكير لا يعطي فرصة للشخص بالتغيير فعمل الساعات لا يمكن تغييرة بثانية والتفكير غالبا يضيع الطاقة الايجابية ويبددها بسبب الانتقال بين المواضيع فان اصاب مرة اخطأ مرات وان فكر بما ينفعه احيانا فكر بما يضره احيان
@التفكر : هو عملية تفكير منظمة من قبل الشخص وهي وان كانت ابتداءا عملية تفكير ولكن التفكر ارقى من التفكير لان الشخص يتحكم به ويوجهه الى ما يريد ويسيطر عليه من الانحراف الى المواضيع الفرعية وبالتالي ضياع الجهد والطاقة هنا وهناك وتوجيهه بما ينفع ويفيد وبالتالي تقنين الطاقة الايجابية وعدم اهدارها ........ومن التفكر التركيز في موضوع واحد مثل الدراسة او الكتاب او الصلاة والتفكير بايات القران دون تشتت او التفكر بالكون ....قال تعالى "ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد "
@ التأمل : وهو تفكير يسبقه لا .....اي حالة اللا فكر ....وهي حالة نادرة وراقية وبالغة الصعوبة بنفس الوقت ....فمن الصعوبة بمكان ان تقول لعقلك : توقف عن التفكير ....انه امر للوهلة الاولى اقرب للمستحيل ولكن مع التمرين يمكنك ان توقف عقلك لبضع ثوان ويزداد الوقت لبضع دقائق ...وتكمن الصعوبة في هذه العملية انك يجب ان تتوقف عن الادراك جملة واحدة وان تتوقف عن ادراك انك تدرك لانه بمجرد ان فكرت انك لا تفكر فانت عمليا فكرت .....لذا هي حالة من الغيبة لا تدرك فيها حتى نفسك لان ادراك النفس فكر وتفكير ........ولكن من يعرف حجم الفائدة التي تجنى من التأمل فانه يستصغر الصعوبات للوصول لتلك الحالة .....
ومعرفة فائدة التأمل تكمن بمعرفة خطورة التفكير ....فالتفكير والخيال مشتتان للطاقة الايجابيةوحتى الفكر يتغذى على الطاقة الايجابية ....... والتفكير يمنع ويعوق الطاقة الايجابية الالهية من التدفق الى الانسان لذا فان ايقاف العمليات الفكرية والخيالية تؤدي بالتالي الى ازالة المعيق الذي يشتت الطاقة الايجابية .....حينها تتدفق الطاقة الايجابية من لدن الله عز وجل فتطهر خلايا العقل والقلب والجسم في الانسان وتزيل المشاكل النفسية والمرضية وحتى المادية والاجتماعية فيما بعد ....باذن الله ....لانك حينها تسلم امرك لله لا لعقلك ونفسك .....وما نفسك الا عدوك تحجبك عن نور المولى عز وجل ........لذا كانت الصلاة تسليم لكلام الله وخشوع مع تأمل ان اداها المسلم كما يجب ..... فالصلاة فيها التأمل ولكن الاغلب يفكر ويتشتت في صلاته.
بقلم :اشرف الكيلاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى
ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ
يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ